مرحبا يا صديقي ..لقد مضي الكثير منذ اخر حديث لنا ! -نصيحة .. انتقل الي الجانب السئ مباشرة فالحديث في بدايته ممل 👀-
اشتقت لابادلك اطراف الحديث .. حسنا لا ترمقني بتلك النظرة اعرف اني كثير الكلام ولا اتيح لك المجال كثيرا.
دعنا نترك هذا الخلاف لوقت اخر اود ان احدثك عن شئ جديد نسبيا .. لا ادري ان كان له اصول تاريخية ام انه نتاج القرن ال 21 ولكن سواء هذا او ذاك فان تاثيره اليوم مختلف عن السابق بالتاكيد.
اما هذا الشئ فهو ال"ميم" وحسب ما عرفته عنه فهو متعلق بشئ حدثتك عنه سابقا وهو ال"تريند" وتشبه العلاقة بينهما علاقة البيضة والدجاجة فلا تدري اياتي الميم اولا فيقوم علي اساسه التريند ام ياتي التريند اولا فيقوم على اساسه الميم !
- ولكن هل هذا الميم شئ سئ ام انه جيد ؟
حقيقة الامر انه لا يمكنني الاجابة على سؤالك .. ولكن لنقل ان ذلك يعتمد على مؤلف الميم والسياق الذي يكون فيه.
في البداية دعني انورك بمعني الميم .. حسب ما عرفته من وسائل التواصل الاجتماعي ان الميم ما هو الا نوع من انواع السخرية من الواقع او مما يوشك ان يكون الواقع .. مبني على معرفة قارئه بسياق معين ويمنحه نظرة مختلفة عن هذا الواقع وقد يكون في كثير من الاحيان نوعا من الكوميديا السوداءو يكون *غالبا* سريع الانتشار وسهل الفهم.
وتتميز كل منصة تواصل اجتماعي بنوعها الخاص من الميمزحسب ثقافة مستخدميها وانواع الحديث المتبادل بينهم كما يختلف هدفه حسب السياق وثقافة مؤلفه.
الان لنتحدث قليلا عن الجانب الجيد في الميم ثم ننتقل سريعا الى الجانب السئ فنستفيض في الحديث عنه .. انت تعرف نظرتي السوداوية للامور.
اما عن الجانب الجيد يا صديقي فهو ان الميم احيانا يعبر عن فكرة بناءة ويساعد على تشكيل مفاهيم جديدة في المجتمع او ايصال وجهات النظر لطبقات المجتمع المختلفة وربما يناقش قضايا هامة .. هذا الي جانب روح الفكاهة التي تستخدم احيانا لكسر الملل مع ايصال الفكرة -كان يضع دكتور جامعي ميم داخل المحاضرة يناقش به فكرة معينة او يسهل الوصول لها مع كسر الملل المصاحب لشرحها-.
يبدو انني بحاجة الي ميم في هذا الحديث ليكسر الملل .. لننتقل للجزء الذي ابدا فيه بانتقاد الواقع لنجد بعض المتعة.
يكون الميم بناء في الغالب حين يناقش قضية او يسخر من فكرة هدامة .. الخ ويعتمد هذا علي ثقافة مؤلفه بالطبع.
ولكن هنا المشكلة .. فقد بدات الميمز تاخذ منحني اخر بسبب ثقافة مؤلفيها فاصبحت تنافي مسيرة الانسان للبحث عن الكمال والجمال في هذا العالم بل تدعو الى هدمه واصبحت السخرية من كل ماهو جيد امرا عاديا وتاييد كل ما هو سئ تريند العصر!
فاليوم حينما تجوب وسائل التواصل الاجتماعي تجد ميمز تسخر من نوع معين من العلوم او من ثقافة او عرق من الاعراق وتدعو الي التكاسل والاعتمادية وتروج للاكتئاب والوحدة واهمال المظهر وضعف الشخصية على انهم زينة الانسان في العصر الحالي.
كما تروج للعنف بين الجنسين احيانا .. اقصد الرجال والنساء فتؤكد الا حاجة للرجال بالنساء وان العالم سيكون افضل بدونهن او تروج الى ان المراة لا حاجة لها برجل وان وجود الرجال في هذا العالم هو ما افسده!
وايضا تروج الميمز في بعض او كثير من الاحيان للتدخين او المخدرات بشكل غير مباشر او مباشر في بعض الاحيان باعتباره مكملا للاكتئاب والوحدة وداعما لها.
ويبني على هذه الميمز في الغالب تريندات هدامة للمجتمع يتبعها الكثيرون ممن يتاثرون بثقافة التريند ويبحثون عن مواكبة العصر وان كان ذلك على حساب مبادئهم او رغباتهم الشخصية ولكن المشكلة الاكبر من ذلك هو ان هذه التريندات تساهم في بناء شخصية هشة القوام في الاجيال الاصغر سنا تري الخطيئة بمنظور الفكاهة والميم وتقدم على فعلها دون كثير من التردد.
كما تري السعي نحو الكمال او البحث عن العلم والجمال شيئا قديما عفي عليه الزمان ونوعا من الرجعية والتشدد كما صورته لهم الميمز!
فيصبح العالم او المفكر بالنسبة لهم رجلا مملا لا يواكب العصر ويعيش في الماضي السحيق متناسين حقيقة ان العصر الذي يعيشونه قد بني بعمله الجاد.
اما قدوة الاجيال القادمة .. وقد تكون الحالية ايضا فهم بعض ممن لم يعرفو شيئا عن العلم ولا يفقهون من الحياة شيئا الا اتباع التريند او صناعته - وهو امر سهل بالمناسبة يحتاج الى ان تتخلي عن ضميرك فقط وتسعي لكسر التابوه دائما بهدف جمع اكبر عدد من المؤيدين للاختلاف الذي تحدثه .. وبذلك تصبح شخصا شهيرا تتخذ كقدوة ومثال للشباب.
وللاسف اصبح تقييم المجتمع للفرد مبني عما يجنيه من هذا العالم ولن انكر يا صديقي انني احسست بالالم الشديد والضيق حين قرات تعليقا ساخر على احد المنشورات يقلل من قيمة الشهادة الجامعية مقارنة بالمال ..
"طبعاً عارف الشهادة دي تاخدها تحطها فين دلوقتي"
اما الالم فقد كان لان كاتبه متغافل عن قيمة صاحب هذه الشهادة للانسانية والمجتمع الذي لن يدوم بدونه , ففضل ان يزن الشخص بماله لا بشهادته (علمه) متناسيا ان السعي للكمال زاد مسيرته العلم ولولاه لهلكت البشرية منذ زمن بعيد.
قد لا استطيع تغيير العالم بعملي الصغير ولكني على الاقل لن اقوم بمشاركة هذه الميمز التي تدعو الى هدم المجتمع حتي لا اكون مشاركا في هذا الهدم بل ربما اكون قد انقذت احدهم من بين الانقاض .. علي الاقل سانقذ نفسي.
هذا لا يعني انني اعارض استخدام الميمز تماما .. انها وسيلة رائعة للتواصل ولكن كما ننتي الكلمات بتعبر عن افكارنا وننتقي افكارنا لتدعم انسانيتنا فيجب علينا انتقاء الميمز التي نستخدمها.
هل تشاركني الراي صديقي ؟ اتمني ان تقرر بشكل ما ان تفعل ذلك ايضا ولكن ان كنت تري عكس ما اراه فان اختلاف الراي لا يفسد للود قضية.
القاك في المرة القادمة ان شاء الله .. اتمني حقا ان يكون هناك مرة قادمة 💕
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق