بعد عامين كطالب جامعي - هل هذا حقا ما كنت انتظره ؟ #1

1
Newly Graduated People Wearing Black Academy Gowns Throwing Hats Up in the Air

مر عامان على التحاقي بالجامعة وبالكلية التي طالما حلمت بالالتحاق بها " الحاسبات والمعلومات " وسيتاح لي العام القادم باذن الله الدراسة بقسم " علوم الحاسب " في الكلية - امنية تتحقق -.
والان دعني احدثك قليلا عن بعض ما عهدته في خلال هذه الفترة .. ولان الاخبار الجيدة لا تلقي الكثير من الاهتمام فسيكون حديثي اليوم عبارة عن انتقاد لاذع نوعا ما لما رايته في الجامعة.
اما الان صديقي فدعني ابدا بالكلام فقد سئمت السكوت !

البداية - توقعات وامال عالية وطموح يفوق الافق - ساخذك الان برحلة عبر الزمن

اتذكر فرحتي بمعرفة ان رغبتي الاولي على قائمة رغباتي بعد انتهاء الثانوية العامة اصبحت من نصيبي الان - حتي الان احتفظ بجواب ترشيحي وقائمة رغباتي كتذكير بهذه اللحظات الرائعة من حياتي.
بعد الكثير من المعاناة والامل والياس احيانا هذه هي الخطوة الاولى في طريق الالف ميل.
الكثير من التحضيرات تتم الان ...
  • ساحضر اول Event يتم قبل بداية الدراسة .. والان اتضح ان ال event تابع ل google .. " كم انا محظوظ " كلمات دارت في ذهني.
  • والان ساختار احد الفرق التي تقدم اعمالا تطوعية على مستوي الكلية .. وبعد بعض الحيرة اخترت احدهم والان في طريقي الى الجامعة لعمل interview مع ال HR في الفريق.
    واخيرا انا في الفريق .. لقد تواصلو معي.
    لقد اخذت خطوة الان في طريق كسر الحواجز والخوف من العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة معارفي.
والان ماذا تظنني اتوقع ؟ ساحاول الاجابة باختصار
اتوقع من تواجدي في الجامعة انني محاط بارقي الاشخاص في المجتمع , محاط بالمثقفين والعلماء .. انتظر تعلم الكثير منهم والانخراط في هذا المجتمع العظيم بنظري والذي لطالما حلمت بالانضمام اليه وقد حان الوقت.

ولكن صديقي يبقي الحلم وان بني على اجزاء من الحقيقة حلما .. اما الواقع فهو مختلف تماما فهل تريد الواقع ؟ 
دعني اخبرك الان بما حدث .. 

النهاية .. من سئ الى اسوا واسوا

هل ابدا بالحديث عن المستوي المتدني من التعليم والذي اشعر انه اهانة لعقل كل من حمل اسم طالب جامعي .. فموضوعات المنهج تناقش بسطحية شديدة جدا وينعدم التعمق فيها في معظم المواد الدراسية خصوصا في الجزء العملي منها ؟
حسنا لن اظلم ادارة الكلية والقي عليهم بكامل اللوم على ما يحدث ولكن سالقي بعض اللوم على الطلاب حيث ان معظم "الطلاب الجامعيين" الذين يفترض بهم ان يكونو منارات العلم والمعرفة واكثر افراد المجتمع وعيا وثقافة يتسمون بصفة الكسل الي حد الغثيان .. اضافة الى انه في كثير من الاحيان لا يحترم البعض اعضاء هيئة التدريس واذكر من ذلك مواقف كثيرة يتفنن فيها بعض الاشخاص في ايجاد طريقة لازعاج المحاضر او افقاده اعصابه اثناء وقت المحاضرة وايضا التفنن في ايجاد الجمل غير اللائقة او المناسبة اثناء محادثته.

ربما تظن ان مثل هذا الشخص الذي يتصرف * بهمجية * - اعتذر ولكن هذا اكثر المصطلحات تهذيبا الممكن وصفه به - يتلقي من زملائه نظرات الانتقاد لحثه على العدول عما يفعل او على الاقل التفكير فيما يفعل ولكن دعني اخيب امالك واحلامك واخبرك ان العلاقة بين الهمجية وعدد الاصدقاء الذين يقدسون علاقتهم بهذا الشخص علاقة طردية فهذا ما يحبون ان يحدث فقط ليس لديهم الشجاعة لفعل ما يفعله هذا البطل المغوار الذي يتحدي المحاضر وكانه عدوه اللدود بل انه بعد انتهاء المحاضرة - التي غالبا ما يطلب منه مغادرتها - يتلقي التهاني والمباركات على مافعله ويجلس الكثيرون حوله يتغنون بما فعل كما يتغني الشعراء ببطولات الفرسان.

وبما انني اتحدث عن الاخلاقيات هنا فدعني اخبرك ان الاخلاقيات العامة -ما نسميه الذوق- قد انعدم تماما سواء اكان بين الشباب ام الفتيات واصبح الجميع يركضون نحو ما يسمي "التريند" فتجد احيانا "تريند" ان تسخر وتستهزئ بكل شخص يفعل الصواب بحجة او بدون كأن تسخر من المحافظ على صلاته مثلا او الراغب في العلم او خلافه وتجعل منه اضحوكة تستمتع بها مع زملائك.

او تريند اخر حيث يقوم الشباب باذلال الفتيات والتقليل من شانهن على مواقع التواصل الاجتماعي ظنا منه ان هذا يجعله رجلا او ان تقوم الفتيات باهانة الشباب واظهارهم بمظهرالتافهين الحمقي ظنا منها انها بذلك "Strong Independent Woman" وانها لا تحتاج الى الرجال في حياتها فهم في النهاية بشر بدائيون وغير متحضرين كما النساء.

اما عن ال Event الذي حضرته ما قبل الدراسة والذي كنت انتظر تكراره لاستمتع به فقد وجدت بدلا منه العشرات .. ولكن انتظر ليس هذا بالخبر المفرح .. لقد وعدتك يا صديقي انني لن اقول الاخبار السعيدة هنا واليوم .. عند حضوري لكل هذه ال Events اجد كل الفقرات مكررة في الغالب تحتوي على نفس المعلومات التي قيلت في ال Event الذي حضرته ما قبل التحاقي بالجامعة وتركز على تسويق الشركة لمنتجها وليس على الافادة للطلاب.

حتي انني في بعض الاحيان كنت احفظ ما يقوله المحاضر عن ظهر قلب واتوقع الجملة التالية لما يقول والموضوعات التي سيتحدث فيها قبل شروعه بالحديث فقد حضرت لنفس المحاضر نفس الفقرة في نفس المدرج عدد من المرات كان كافيا لاحفظ ما يقول.

لاكون صادقا ليس الامر دائما بهذا السوء فقد كان يتخلل بعض ال Events فقرة جديدة او مختلفة من حين لاخر يقدم فيها المحاضر محتوي عظيما جدا ويركز فيه على اهدائنا كل ما يستطيع تقديمه من معرفة في خلالل 45 دقيقة يلقيها علينا فيجذب بها اسماعنا وكامل انتباهنا.

اما عن فريق العمل التطوعي فقد كان الامر افضل بكثير كمجتمع حيث كان هناك اهتمام بالاخلاقيات العامة من كل الافراد .. طبعا توجد بعض المشكلات التي تواجهنا في اي مجتمع ننتمي اليه ولكن لم يكن هناك الكثير الذي يشعرني بالسوء فقد كان الجيد اكثر بكثير من السئ -كان السئ يتمثل في بعض الوقت في صفة الكسل- ولكن كما قلت ف الجيد كان اكثر بكثير فلا الاحظ السئ او لا اتذكر الكثر منه.

هل الامر سئ الى هذه الدرجة .. ما هذا العذاب ؟ لا ابدا هناك الكثير من الامور الجيدة التي تحدث بشكل يومي ولكنني اريتك فقط الجانب الاسوا من الصورة عن الجامعة ام الجانب الاخر فسيعجبك كثيرا بل قد تهمل كل ما قلته في الاعلي.
ربما اريك الجانب الاخر في المرة القادمة .. الي اللقاء.

التعليقات

  1. اعجبي هذا المقال وارى فيه قوة تعبيرك وادائك واتمنى ان تستمر وان كان التفاعل قليل على الموقع ولكن كل كبير لابد ان كان صغير وهناك بعض الاضافات اريد ان اضيفها بالنسبة للمحاضرات انا اعلم ان الدكتور ان القى محاضرة ولم يفهمها الطلاب فهذه مشكلة الدكتور لانه لم يستطيع معرفة طريقة ايصال المعلومة لطلاب بطريقة مبسطة , ليس الدكتور مجرد ان يعرض المحاضرة ويقرأ منها وفقط وليس ايضا ما يفعله بعضهم بان يتعامل معنا باسلوب لا نفهم منه ما يقول , وبالنسبة لطلبة التي تتعامل باسلوب سئ فهم قليلون ولكن بسسب ان الطلاب تجلس في المحاضرة ولا تفهم من الدكتور شئ فمن الطبيعي ان يتفاعلون مع هذه الفئة السيئة
    واقول بالنسبة لي بعد عامين كطالب جامعي لم احصل على استفادة من الكلية تقدر ب5% من الاستفادة المفترض ان استفيدها كمحتوى علمي , وشكرا

    ردحذف