بعد عامين كطالب جامعي - هل هذا حقا ما كنت انتظره ؟ - امال تحققت واخري تحطمت #2

0



حياة وردية 

*اذا كنت متحمسا لقراءة المساوء التي واجهتها فانتقل الى العنوان التالي مباشرة*

 مرحبا عزيزي .. اشتقت لحديثنا كثير

أتذكر اخر كلامنا ؟ بداته بالتالي .. 


مر عامان على التحاقي بالجامعة وبالكلية التي طالما حلمت بالالتحاق بها " الحاسبات والمعلومات " وسيتاح لي العام القادم باذن الله الدراسة بقسم " علوم الحاسب " في الكلية - امنية تتحقق -.

 

وتحدثت فيه عن توقعاتي لدراستي الجامعية وعن خيبات الامل التي واجهتها في اول عامين من الدراسة .. ربما اختصرت قليلا ولكن اعتقد انني اوصلت لك القليل مما دار بذهني .. اتمني لو ان الوقت حليفي حقا لكنت كتبت واطلت وذكرت الامثلة , ولكن للاسف فيومي به 24 ساعة فقط ليس الا .. يضيع منهم الكثير في النوم والراحة وبعض العمل , حسنا لا ترمقني بتلك النظرة ربما اضيع بعض الوقت فيما لا يفيد ففي النهاية انا بشر ولكنه قليل انا اؤكد لك !

ما رايك ان احدثك عن عامي الاول في التخصص ؟ .. في الواقع لم ينته العام بعد وحتي ان الفصل الاول لم ينتهي فمازلت انتظر اختبارات نهايته حتي الان.

ولكني ساقص عليك ما حدث في خلال الفترة المنصرمة على اي حال ..

هل كانت جيدة ام لا في الحقيقة هي ما بين هذا وذاك فقد تحققت فيها الكثير من امالي ولكن على الجانب الاخر كانت هناك مساوئ كثيرة لهذه الفترة.

بدا الفصل الاول من هذا العام بعد الموجة الاولي من جائحة كورونا وقبيل الموجة الثانية فقد جاءت قرب نهايته واعتقد ان موت الاف الاشخاص هو سبب كاف للقول بانها كانت فترة سيئة في تاريخ البشرية.

ولكن صديقي تذكر ان اي نهضة في التاريخ كانت بعد انهيار ضخم وسقوط لقاع الهاوية .. في الحقيقة ترعبني فكرة النهضة لذلك السبب فغالبا لابد ان يسبقها انهيار حتي يستفيق البشر مرة اخري ويعودو الى طريق الصواب ..

في خلال الاشهر السابقة حدثت تغييرات كثيرة في قواعد المجتمع للتعامل مع الجائحة وبسبب تاثيرها .. من امثلتها البدء بالنظر للعلم مرة اخري بعين الاكبار والاعجاب والاعتزاز وتقدير العلماء وفهم اهميتهم للعامة.

وبدلا من تقديس المال واصحابه او اكبار اصحاب الشهرة القائم عملهم على تقديم الترفيه للجمهور وجعلهم في قمة المكانة الاجتماعية بين افراد المجتمع بدا الناس باخلاء هذه المساحة للباحثين والعلماء والعاملين بالمجال الطبي على وجه الخصوص.

وهذا حقا تطور كبير في طريق الاصلاح .. فلم اعد اسمع او اري الجمل المشهورة مثل "هي الشهادة لزمتها ايه" او"فلان افضل من الجميع -حسبها صح- انظر الى امواله وممتلكاته وسيارته الفخمة" والتي كانت تسبب لي الازعاج كثيرا وكانت تجعلني اردد في قرارة نفسي هل البشرية بهذا الغباء ؟! كيف لهم ان يعطو الاهمية القصوي لما لا فائد ولا طائل منه وينسو اهم ما في تاريخ البشرية "العلم" !

لكن خيرا فقد تحسنت الامور ولابد لهذا ان ينعكس على مجالات عدة .. وبالفعل لاحظت تغيرات كبيرة في عقلية المحيطين بي .. في اهتمامهم المتزايد بالثقافة والقراءة ومتابعتهم لتطورات الاحداث في العالم وبدلا من ظاهرة "ابو العريف" الذي يتحدث عن كل شئ عن جهل تام به بدات الثقافة تنتشر شئا فشيئا بين الناس واصبحو يتحدثون عن شئ قرأوه او سمعوه من الخبراء والدارسين.

طبعا لم يسلم العامة من انتشار الشائعات ولم تنته ظاهرة "ابو العريف" ولكن الحد من الجهل ونشر الثقافة ولو بشكل بسيط له تاثير عظيم على المجتمع .. وكما يقال "نص البلا ولا البلا كله"

الان لنعد لموضوعنا -فقد اطلت الحديث في اشياء جانبية- هذا الفصل تم تطبيق نمط الدراسة الهجين (خليط مابين الدراسة المنزلية عن طريق الانترنت والحضور الجامعي) كانت هذه الطريقة للدراسة احد احلامي ما قبل عام 2020 والتي ظننت انه من المستحيل تطبيقها علي ارض الواقع ولكن يبدو ان للقدر راي اخر.

بالنسبة للكلية اللتي ادرس بها فقد كان الحضور يوما واحدا اسبوعيا بحيث احضر محاضرة واحدة للمادة في كل 3 اسابيع وايضا الحضور بالمعمل مرة .. اما بعض الكليات الاخري فقد كانت ايام الحضور اكثر عددا في خلال الاسبوع حسب نوع الدراسة والمطلوب فيما راته الكلية او الجامعة.

بدات اول اسابيعي بالدراسة وكنت في غاية الاستمتاع بها .. ولم لا فقد توفر لي الكثير من الوقت لاقضيه بالمنزل واستغله في اشياء كثيرة !! وحتي ان لم افعل فيكفيني توفير طاقتي التي كانت تهدر بالمواصلات مابين البيت للجامعة لاربع ساعات باليوم الواحد.

كما ان المحاضرات في البداية كانت ممتعة كان الشرح جيدا في معظمها ولم احرم من النزول الى الجامعة ومقابلة زملائي والتعرف على بعض المحاضرين والمعيدين بالكلية وتبادل اطراف الحديث معهم .. فعلي عكس الكثيرين انا احب الحضور بالكلية ولكن يكفيني يوم او يومين اسبوعيا اما اكثر من ذلك فياتي بنتائج سلبية بالنسبة لي.

ولكن ما هذه الحياة الوردية ؟ .. ليست وردية جدا ولكن انت تعلم ان كل شئ رائع يحدث لابد ان يتبعه ما يفسد روعته 

لست متشائما ولكن هذه هي الحياة ولابد لنا من تقبلها..

بعد مرور اسبوعين ثم الاسبوع الثالث كان من المقرر اقامة مجموعة من التقييمات بالمعامل وحتي تلك اللحظة كان الامر يسير بخطي ثابتة ومستقيمة وكل شئ بخير تجهزنا للتقييمات ذاكرنا المحتوي المطلوب وانطلقنا الى محاضراتنا وتقييماتنا والمفترض ايضا حضور المعامل.

ورغم ضيق الوقت نوعا ما الا انه لامشكلة في ذلك ولكن صدقني مع بداية التقييمات كانت هذه لحظة هي .. 

بداية اللعنة!!

كانت هذه الفترة هي اول ماحدث وعكر صفو رحلتي في هذا الفصل ..حيث  كان من المفترض ان يتم التقييم بشئ من السرعة والبساطة في المعمل ثم نكمل بشرح الاجزاء التي قد تحتاج الى توضيح ربما باخذ فكرة عما سيتم شرحه بالاسبوع التالي او حتي بتوضيح الاسئلة التي تم تقييمنا على اساسها حتي يعرف كل طالب ما اخطأ به فيصححه في المرات القادمة وقد يغير من منهاج دراسته فيتحسن مستواه الدراسي.

ولكن ياصديقي بدا الترتيب ينهار وبدا الجميع يضربون بالتنظيم عرض الحائط وتمحور كل شئ حول التقييمات .. حتي ان الافصاح عن الاسئلة واجاباتها الصحيحة كان ضربا من المستحيل فكلما سالنا عنها كان الرد واحد من اعضاء هيئة التدريس "لا" وكانها اسرار الدولة او ربما تهدد الامن القومي بشكل ما.

اليس من المفترض ان التقييمات يتم عملها من اجل قياس نسبة فهم الطالب للمحتوي ربما ايضا قياس حضوره للمحاضرات تركيزه وحصوله على المعلومة ؟!

اذا لم تصلني المعلومة او وصلتني ناقصة او مشوهة اليس من واجبك ك محاضر "دكتور" جامعي ان توضح لي الصواب ؟ ولنركز على كلمة واجب هنا فالامر لا يجب ان يكون اختيارا هذا حق وواجب.

ما فائدة التقييم اذا لم اتمكن من تحسين مستواي المعرفي بناء على نتائجي فيه ؟!!

ومن ضمن الطرف التي حدث ان في احد المواد كانت الاسئلة قد كتبت بلغة مابين الانجليزية والإسكندنافية ربما فانا واثق ان هذه ليست انجليزية .. احد الاسئلة -ربما اكثر من واحد تبع نفس القاعدة- كان عبارة عن جملتين متجاورتين بدون رابط بينهما وبدون اداة استفهام مع بعض الرموز في الاجابات والغير مستخدمة في شرح المادة العلمية .. ربما تكاسل واضع الامتحان قليلا وبدلا من محاولة كتابة الرموز الفعلية او اسم الرمز بالانجليزية بدلهم بحروف لا معني لها احب ان اخبرك ايضا انه في نفس المادة بعد تاجيل امتحانها فوجئت واصدقائي بان هذا اليوم هو المطلوب فيه الاختبار .. وكان اليوم بالاساس لاختبار مادة مختلفة ولكن يبدو انه تم الاعلان بوقت ما لا اعلم متي هو ولا يعلم احد ان هذا موعد الاختبار واضطررنا لاختبار المادتين في نفس اليوم.

لكن هذا مجرد تقييم بسيط مر على سلام .. لنعد الان للدراسة بشكل جيد ! لا والف لا

بالنسبة للمحاضرين -لبعضهم على الاقل- كان هذا نهاية العام تقريبا .. بدا التكاسل يعم الاجواء انتظر لا تظن لحظة انه تكاسل الطلاب فقط !

وللمرة الاولي التي القي فيها باللوم على المحاضر في خلال سنتين قضيتهم بالكلية كانت المحاضرات بعد التقييم الاول بمستوي متدن جدا من الشرح -على الاغلب- في الحقيقة كان هناك ضمير يقظ لبعض المحاضرين الذين قدمو ما عليهم على اتم وجه ولكن  تلك زهرة في غابة من الاشواك.

لم تكن هذه فقط المشكلة .. فبعد انتهاء التقييمات بدات تقييمات جديدة -نصف الفصل الدراسي- ولكن هذه المرة بخصائص جديدة رائعة لا تمت للمنطق بصلة دعني احدثك بما في نفسي حولها وساحاول الايجاز

اولا اذا كنت قد اخطات ببعض الاسئلة بالتقييم الاول فهنيئا لك ستخطئ بها هذه المرة ايضا فالاسئلة لم ولن يتم الافصاح عنها من قبل اعضاء هيئة التدريس 

ثانيا يتناسب طول الاختبار عكسيا مع الوقت المتاح له .. وهذه كانت طريفة فقد حدث خطا في احد المواد وكان عدد الاسئلة المطلوبة هو ضعف العدد المفترض وقد تفاجأ الدكتور واضع الامتحان بهذه المعلومة المدهشة

همم هل اكتفيت ؟

انتظر مازال هناك ثالثا وهي الاغرب .. الجميع يعرف ان لكل امتحان مدة محددة -بالنسبة لامتحاناتنا فقد كانت اما 10 او 15 دقيقة حسب راي واضع الامتحان وتتم على نظام تقييم تابع للكلية- يحق لك فيها الاجابة التامل بالسقف او ربما تنتهي وتخرج سريعا ولكن كل شئ في هذه الفترة كان استثنائيا.

اعتبر انك قد وضعت الاجابات على الاسئلة ومازال لديك متسع من الوقت لنقل 10 دقائق اي ثلثي مدة الاختبار وتذكرت انك عن طريق الخطأ اخترت اجابة غير صحيحة وتريد تعديل اجابتك فالمفاجاة هنا ان ذلك غير ممكن .. 

اذا تبقي لديك وقت بالاختبار فيمكنك تامل اجاباتك فيه او التحسر على اختياراتك الخاطئة او المتسرعة فقط اما تعديل الاجابة فهو ضرب من الخيال لانه قد تم تقييد النظام باخذ الاجابة مرة واحدة فقط.

هذا طبعا بالاضافة الي عدم تخطيك السؤال بدون اجابة .. فاصبحت استراتيجية حل الامتحان من خلال حل العدد الاكبر والحاضر اجاباته في ذهنك اولا ثم حل المسائل الطويلة اذا تبقي لها وقت كي تتمكن من استغلال وقت الامتحان الضيق استراجية غير قابلة للتطبيق.

والان لديك الاختيار اذا قابلتك مسالة طويلة في 10 الى 20 سؤال اما ان تختار اجابة عشوائية تتمني ان تكون صحيحة حتي تترك الوقت لغيرها او تستغرق الوقت لحلها وربما ينتهي بك الامر باختيار كل ما بعدها بشكل عشاوائي لان الوقت لم يعد يسمح لك برفاهية التفكير ولانك لن تكون قادر على تعديل اجابتك مرة اخري.

هل تظنني انتهيت ؟ انتظر حتي تعلم كيف تم الاعلان لنا عن هذا التغيير .. في اختبار احد المواد وبينما اضع اختيار السؤال ال 15 من 20 سؤال دخل احد اعضاء هيئة التدريس وبصوت عال "خلو بالكو ي جماعة الاجابات مينفعش تتعدل .. اللى هيختار حاجة مش هينفع يرجع فيها"

صدمة تعلو وجهي .. وبصوت مسموع قام صديقي الجالس على بعد مايقرب من متر ونصف بقول كلمات بذيئة تنم عن غضبه عما حدث .. بدات بالتركيز بكل سؤال من ال 5 اسئلة المتبقية واما اختياري العشوائي في الاسئلة السابقة فقد اعتبرته من اختيارات القدر.

حمدا لله فعلى الاقل اخذت فرصة افضل من غيري فلم اختر عشوائيا في الاسئلة الخمس الاخيرة ولك ان تتخيل احساس احد اصدقائي وهو بالسؤال الاخير بالامتحان ثم يكتشف انه لا يمكنه تعديل اجاباته السابقة مع تبقي اكثر من نصف الوقت.

ربما ما حدث بعد ذلك في الاختبار كان حدثا شخصيا ولكنني ساحكيه لك .. احد اعضاء هيئة التدريس المبجلين وجد انني قد ازلت الكمامة .. وقد كان لدي سبب مقنع صراحة وهو انها تتسبب بتكثف البخار على النظارة التي ارتديها ولا استطيع رؤية اي شئ بالشاشة.
وبعد اكتشافها للمصيبة التي فعلتها استمرت بقول جملة واحدة "البس الكمامة يبشمهندس" .. لا تدرك ان الاختبار 10 دقائق فقط ولا وقت لدي لهرائها ؟ ومع ذكري للسبب لم تتوقف عن ترديد الجملة بنبرة صوت مختلفة كان هذا هو حل المشكلة وليست المشكلة او كانني غير مدرك ان ارتداء الكمامة سيزيل الضباب بشكل سحري او ماشابه !!

 قمت بلبسها وحاولت النظر خلال الضباب حتي لا افقد اعصابي بعد قولها لنفس الجملة مرة اخري.

بعد انتهاء هذه التقييمات بدات لعنة اكبر .. مئات القرارات التي يتم وضعها ثم الغائها ووضع غيرها في اللحظة الاخيرة هذا بالاضافة الى تغيير تخطيط الكلية للسنة الدراسية مما ادي بالنسبة لي الى الغاء محاضرة ومعمل لم احضرهما الا مرتين للمحاضرة ومرة بالمعمل اما السبب فهو لان مدة الفصل الدراسي قد تم تقصيرها .. اوليس الاولي الغاء المحاضرات بالنهاية في التخطيط الزمني وليس من المنتصف ؟!!.

لنختصر باقي التفاصيل الكثيرة في هذه الفترة ونتجه الى ما بعدها .. انتهت التقييمات واذا بي احضر اول محاضراتي بعد مدة من الانقاطع .. مرت الفترة الاولي ولم يات المحاضر ثم الثانية ولم يات المحاضر ايضا اما الثالثة والرابعة فقد كانت المعامل فتوجهنا الى المعيدين المسئولين عنها واخيرا كان سفري لاربع ساعات وبقائي بلا شئ مفيد افعله لاربع اخري له نتيجة في النهاية.

ثم بعد ذلك قامت الكلية بالغاء اسبوع كامل اخر من الجدول فلا حضور مرة اخري وانتقلنا الى مرحلة الاختبارات العملية مرة اخري مع تدهور مستوي الشرح لبعض المحاضرين اكثر فاكثر وانعدام التواصل معهم والاهتمام بالكم لا بالكيف اصبح الجميع يائسا من الدراسة بل توجه الكثيرون الى تركها وتفضيل حل الامتحان "بالهبد" وتكرر نفس السيناريو الخاص باختبار نصف العام في الاختبارات العملية .. حتي موقف الكمامة بتفاصيله تكرر ولكن المتحدثة هذه المرة كانت لبقة اكثر حتي لا اظلمها!

وقبل الانتهاء منها والاستعداد لاختبارات نهاية العام جاء قرار وزاري بتاجيل الاختبارات لما بعد اجازة نصف العام .. فرح الجميع بالخبر وظن بعض اعضاء هيئة التدريس اننا فرحنا املا بالغاء الاختبارات !
ولم يفكر هؤلاء البعض انه ربما فرحنا لسببين اولهما انه رغم الضغط النفسي والعصبي الناتج عن سوء تنظيم عملية التدريس في تلك الفترة كان هناك ضغط عصبي وقلق اكبر من تزايد اعداد الاصابات فلا تنس نحن في جائحة والطلاب الجامعيون من المفترض انهم على ادراك بتبعاتها.

هذا بالاضافة الى حاجتنا الملحة للوقت فللاسف لم يكن هناك وقت للدراسة الا الاسابيع الثلاث الاولي اما بعد ذلك فقد كان عبارة عن تقييمات وفقط تقييمات ودراسة عن بعد.

لا تطور ابدا في المستوي المعرفي للطالب  وتحولت عملية التعلم الى عملية حفظ لبعض المعلومات وتخمين للاجابات اثناء الاختبار.



خاتمة .. اخيرا

ما ذكرته بالاعلي هو سرد لاحداث مررت بها في خلال الفترة الماضية منها ما ازعجني ومنها ما كان جيدا .. في النهاية لا شئ شخصي واتمني ان يكون الفصل الدراسي القادم افضل.

قد يكون هناك الكثير مما لم اره يفسر بعض الاجزاء التي ذكرتها بالاعلى ويعطيها معني افضل ربما ظروف خاصة بالجائحة وربما شئ اخر ولكن بشكل عام كل ما اريده كطالب جامعي ان اتلقي تعليما يليق بعقليتي ويحترمها ويزيد من تحصيلي العلمي والمعرفي .. احب التنظيم واسعي اليه ويزعجني غيابه ليس الا.

وفي النهاية فمهما كان ماذكرته بالاعلي يحتوي على سيئات فقد قابلها ما هو حسن فقد ادي الكثيرون اقصي ما استطاعو ولم يكن الامر برمته سيئا ولكنني كعادتي ذكرت ما هو سئ حتي نسعي الى اصلاحه ولن انسي شكر كل من اجتهد وتعب لاجل رسالته الحقيقية وهي تقديم العلم لطلابه.


رسالة اخيرة

اذا صادف انك عضو هيئة تدريس باحدي الجامعات وشرفتني بقراءة ما كتبته فيجب دائما ان تتذكر ان رسالتك هي العلم والعلم فقط .. ليست رسالتك في الحياة ازعاج طالب او انهاء مهام على الورق.

العلم رسالة سامية ستسال عنها امام الله فالتزم تجاهها ولا تولها ظهرك.



ثقافة التريند - ثورة ال "ميمز"

0



 مرحبا يا صديقي ..لقد مضي الكثير منذ اخر حديث لنا ! -نصيحة .. انتقل الي الجانب السئ مباشرة فالحديث في بدايته ممل 👀-

اشتقت لابادلك اطراف الحديث .. حسنا لا ترمقني بتلك النظرة اعرف اني كثير الكلام ولا اتيح لك المجال كثيرا.

دعنا نترك هذا الخلاف لوقت اخر اود ان احدثك عن شئ جديد نسبيا .. لا ادري ان كان له اصول تاريخية ام انه نتاج القرن ال 21 ولكن سواء هذا او ذاك فان تاثيره اليوم مختلف عن السابق بالتاكيد.

اما هذا الشئ فهو ال"ميم" وحسب ما عرفته عنه فهو متعلق بشئ حدثتك عنه سابقا وهو ال"تريند" وتشبه العلاقة بينهما علاقة البيضة والدجاجة فلا تدري اياتي الميم اولا فيقوم علي اساسه التريند ام ياتي التريند اولا فيقوم على اساسه الميم !

- ولكن هل هذا الميم شئ سئ ام انه جيد ؟ 

حقيقة الامر انه لا  يمكنني الاجابة على سؤالك .. ولكن لنقل ان ذلك يعتمد على مؤلف الميم والسياق الذي يكون فيه.

في البداية دعني انورك بمعني الميم .. حسب ما عرفته من وسائل التواصل الاجتماعي ان الميم ما هو الا نوع من انواع السخرية من الواقع او مما يوشك ان يكون الواقع .. مبني على معرفة قارئه بسياق معين ويمنحه نظرة مختلفة عن هذا الواقع وقد يكون في كثير من الاحيان نوعا من الكوميديا السوداءو يكون *غالبا* سريع الانتشار وسهل الفهم.

وتتميز كل منصة تواصل اجتماعي بنوعها الخاص من الميمزحسب ثقافة مستخدميها وانواع الحديث المتبادل بينهم كما يختلف هدفه حسب السياق وثقافة مؤلفه.

الان لنتحدث قليلا عن الجانب الجيد في الميم ثم ننتقل سريعا الى الجانب السئ فنستفيض في الحديث عنه .. انت تعرف نظرتي السوداوية للامور.

اما عن الجانب الجيد يا صديقي فهو ان الميم احيانا يعبر عن فكرة بناءة ويساعد على تشكيل مفاهيم جديدة في المجتمع او ايصال وجهات النظر لطبقات المجتمع المختلفة وربما يناقش قضايا هامة .. هذا الي جانب روح الفكاهة التي تستخدم احيانا لكسر الملل مع ايصال الفكرة -كان يضع دكتور جامعي ميم داخل المحاضرة يناقش به فكرة معينة او يسهل الوصول لها مع كسر الملل المصاحب لشرحها-.

يبدو انني بحاجة الي ميم في هذا الحديث ليكسر الملل .. لننتقل للجزء الذي ابدا فيه بانتقاد الواقع لنجد بعض المتعة.

يكون الميم بناء في الغالب حين يناقش قضية او يسخر من فكرة هدامة .. الخ ويعتمد هذا علي ثقافة مؤلفه بالطبع.

ولكن هنا المشكلة .. فقد بدات الميمز تاخذ منحني اخر بسبب ثقافة مؤلفيها فاصبحت تنافي مسيرة الانسان للبحث عن الكمال والجمال في هذا العالم بل تدعو الى هدمه واصبحت السخرية من كل ماهو جيد امرا عاديا وتاييد كل ما هو سئ تريند العصر!

فاليوم حينما تجوب وسائل التواصل الاجتماعي تجد ميمز تسخر من نوع معين من العلوم او من ثقافة او عرق من الاعراق وتدعو الي التكاسل والاعتمادية وتروج للاكتئاب والوحدة واهمال المظهر وضعف الشخصية على انهم زينة الانسان في العصر الحالي.

كما تروج للعنف بين الجنسين احيانا .. اقصد الرجال والنساء فتؤكد الا حاجة للرجال بالنساء وان العالم سيكون افضل بدونهن او تروج الى ان المراة لا حاجة لها برجل وان وجود الرجال في هذا العالم هو ما افسده!

وايضا تروج الميمز في بعض او كثير من الاحيان للتدخين او المخدرات بشكل غير مباشر او مباشر في بعض الاحيان باعتباره مكملا للاكتئاب والوحدة وداعما لها.

ويبني على هذه الميمز في  الغالب تريندات هدامة للمجتمع يتبعها الكثيرون ممن يتاثرون بثقافة التريند ويبحثون عن مواكبة العصر وان كان ذلك على حساب مبادئهم او رغباتهم الشخصية ولكن المشكلة الاكبر من ذلك هو ان هذه التريندات تساهم في بناء شخصية هشة القوام في الاجيال الاصغر سنا تري الخطيئة بمنظور الفكاهة والميم وتقدم على فعلها دون كثير من التردد.
كما تري السعي نحو الكمال او البحث عن العلم والجمال شيئا قديما عفي عليه الزمان ونوعا من الرجعية والتشدد كما صورته لهم الميمز!

فيصبح العالم او المفكر بالنسبة لهم رجلا مملا لا يواكب العصر ويعيش في الماضي السحيق متناسين حقيقة ان العصر الذي يعيشونه قد بني بعمله الجاد.

اما قدوة الاجيال القادمة .. وقد تكون الحالية ايضا فهم بعض ممن لم يعرفو شيئا عن العلم ولا يفقهون من الحياة شيئا الا اتباع التريند او صناعته - وهو امر سهل بالمناسبة يحتاج الى ان تتخلي عن ضميرك فقط وتسعي لكسر التابوه دائما بهدف جمع اكبر عدد من المؤيدين للاختلاف الذي تحدثه .. وبذلك تصبح شخصا شهيرا تتخذ كقدوة ومثال للشباب.

وللاسف اصبح تقييم المجتمع للفرد مبني عما يجنيه من هذا العالم ولن انكر يا صديقي انني احسست بالالم الشديد والضيق حين قرات تعليقا ساخر على احد المنشورات يقلل من قيمة الشهادة الجامعية مقارنة بالمال ..

"طبعاً عارف الشهادة دي تاخدها تحطها فين دلوقتي"

اما الالم فقد كان لان كاتبه متغافل عن قيمة صاحب هذه الشهادة للانسانية والمجتمع الذي لن يدوم بدونه , ففضل ان يزن الشخص بماله لا بشهادته (علمه) متناسيا ان السعي للكمال زاد مسيرته العلم ولولاه لهلكت البشرية منذ زمن بعيد.

قد لا استطيع تغيير العالم بعملي الصغير ولكني على الاقل لن اقوم بمشاركة هذه الميمز التي تدعو الى هدم المجتمع حتي لا اكون مشاركا في هذا الهدم بل ربما اكون قد انقذت احدهم من بين الانقاض .. علي الاقل سانقذ نفسي.

هذا لا يعني انني اعارض استخدام الميمز تماما .. انها وسيلة رائعة للتواصل ولكن كما ننتي الكلمات بتعبر عن افكارنا وننتقي افكارنا لتدعم انسانيتنا فيجب علينا انتقاء الميمز التي نستخدمها.

هل تشاركني الراي صديقي ؟ اتمني ان تقرر بشكل ما ان تفعل ذلك ايضا ولكن ان كنت تري عكس ما اراه فان اختلاف الراي لا يفسد للود قضية.

القاك في المرة القادمة ان شاء الله .. اتمني حقا ان يكون هناك مرة قادمة 💕

بعد عامين كطالب جامعي - هل هذا حقا ما كنت انتظره ؟ #1

1
Newly Graduated People Wearing Black Academy Gowns Throwing Hats Up in the Air

مر عامان على التحاقي بالجامعة وبالكلية التي طالما حلمت بالالتحاق بها " الحاسبات والمعلومات " وسيتاح لي العام القادم باذن الله الدراسة بقسم " علوم الحاسب " في الكلية - امنية تتحقق -.
والان دعني احدثك قليلا عن بعض ما عهدته في خلال هذه الفترة .. ولان الاخبار الجيدة لا تلقي الكثير من الاهتمام فسيكون حديثي اليوم عبارة عن انتقاد لاذع نوعا ما لما رايته في الجامعة.
اما الان صديقي فدعني ابدا بالكلام فقد سئمت السكوت !

البداية - توقعات وامال عالية وطموح يفوق الافق - ساخذك الان برحلة عبر الزمن

اتذكر فرحتي بمعرفة ان رغبتي الاولي على قائمة رغباتي بعد انتهاء الثانوية العامة اصبحت من نصيبي الان - حتي الان احتفظ بجواب ترشيحي وقائمة رغباتي كتذكير بهذه اللحظات الرائعة من حياتي.
بعد الكثير من المعاناة والامل والياس احيانا هذه هي الخطوة الاولى في طريق الالف ميل.
الكثير من التحضيرات تتم الان ...
  • ساحضر اول Event يتم قبل بداية الدراسة .. والان اتضح ان ال event تابع ل google .. " كم انا محظوظ " كلمات دارت في ذهني.
  • والان ساختار احد الفرق التي تقدم اعمالا تطوعية على مستوي الكلية .. وبعد بعض الحيرة اخترت احدهم والان في طريقي الى الجامعة لعمل interview مع ال HR في الفريق.
    واخيرا انا في الفريق .. لقد تواصلو معي.
    لقد اخذت خطوة الان في طريق كسر الحواجز والخوف من العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة معارفي.
والان ماذا تظنني اتوقع ؟ ساحاول الاجابة باختصار
اتوقع من تواجدي في الجامعة انني محاط بارقي الاشخاص في المجتمع , محاط بالمثقفين والعلماء .. انتظر تعلم الكثير منهم والانخراط في هذا المجتمع العظيم بنظري والذي لطالما حلمت بالانضمام اليه وقد حان الوقت.

ولكن صديقي يبقي الحلم وان بني على اجزاء من الحقيقة حلما .. اما الواقع فهو مختلف تماما فهل تريد الواقع ؟ 
دعني اخبرك الان بما حدث .. 

النهاية .. من سئ الى اسوا واسوا

هل ابدا بالحديث عن المستوي المتدني من التعليم والذي اشعر انه اهانة لعقل كل من حمل اسم طالب جامعي .. فموضوعات المنهج تناقش بسطحية شديدة جدا وينعدم التعمق فيها في معظم المواد الدراسية خصوصا في الجزء العملي منها ؟
حسنا لن اظلم ادارة الكلية والقي عليهم بكامل اللوم على ما يحدث ولكن سالقي بعض اللوم على الطلاب حيث ان معظم "الطلاب الجامعيين" الذين يفترض بهم ان يكونو منارات العلم والمعرفة واكثر افراد المجتمع وعيا وثقافة يتسمون بصفة الكسل الي حد الغثيان .. اضافة الى انه في كثير من الاحيان لا يحترم البعض اعضاء هيئة التدريس واذكر من ذلك مواقف كثيرة يتفنن فيها بعض الاشخاص في ايجاد طريقة لازعاج المحاضر او افقاده اعصابه اثناء وقت المحاضرة وايضا التفنن في ايجاد الجمل غير اللائقة او المناسبة اثناء محادثته.

ربما تظن ان مثل هذا الشخص الذي يتصرف * بهمجية * - اعتذر ولكن هذا اكثر المصطلحات تهذيبا الممكن وصفه به - يتلقي من زملائه نظرات الانتقاد لحثه على العدول عما يفعل او على الاقل التفكير فيما يفعل ولكن دعني اخيب امالك واحلامك واخبرك ان العلاقة بين الهمجية وعدد الاصدقاء الذين يقدسون علاقتهم بهذا الشخص علاقة طردية فهذا ما يحبون ان يحدث فقط ليس لديهم الشجاعة لفعل ما يفعله هذا البطل المغوار الذي يتحدي المحاضر وكانه عدوه اللدود بل انه بعد انتهاء المحاضرة - التي غالبا ما يطلب منه مغادرتها - يتلقي التهاني والمباركات على مافعله ويجلس الكثيرون حوله يتغنون بما فعل كما يتغني الشعراء ببطولات الفرسان.

وبما انني اتحدث عن الاخلاقيات هنا فدعني اخبرك ان الاخلاقيات العامة -ما نسميه الذوق- قد انعدم تماما سواء اكان بين الشباب ام الفتيات واصبح الجميع يركضون نحو ما يسمي "التريند" فتجد احيانا "تريند" ان تسخر وتستهزئ بكل شخص يفعل الصواب بحجة او بدون كأن تسخر من المحافظ على صلاته مثلا او الراغب في العلم او خلافه وتجعل منه اضحوكة تستمتع بها مع زملائك.

او تريند اخر حيث يقوم الشباب باذلال الفتيات والتقليل من شانهن على مواقع التواصل الاجتماعي ظنا منه ان هذا يجعله رجلا او ان تقوم الفتيات باهانة الشباب واظهارهم بمظهرالتافهين الحمقي ظنا منها انها بذلك "Strong Independent Woman" وانها لا تحتاج الى الرجال في حياتها فهم في النهاية بشر بدائيون وغير متحضرين كما النساء.

اما عن ال Event الذي حضرته ما قبل الدراسة والذي كنت انتظر تكراره لاستمتع به فقد وجدت بدلا منه العشرات .. ولكن انتظر ليس هذا بالخبر المفرح .. لقد وعدتك يا صديقي انني لن اقول الاخبار السعيدة هنا واليوم .. عند حضوري لكل هذه ال Events اجد كل الفقرات مكررة في الغالب تحتوي على نفس المعلومات التي قيلت في ال Event الذي حضرته ما قبل التحاقي بالجامعة وتركز على تسويق الشركة لمنتجها وليس على الافادة للطلاب.

حتي انني في بعض الاحيان كنت احفظ ما يقوله المحاضر عن ظهر قلب واتوقع الجملة التالية لما يقول والموضوعات التي سيتحدث فيها قبل شروعه بالحديث فقد حضرت لنفس المحاضر نفس الفقرة في نفس المدرج عدد من المرات كان كافيا لاحفظ ما يقول.

لاكون صادقا ليس الامر دائما بهذا السوء فقد كان يتخلل بعض ال Events فقرة جديدة او مختلفة من حين لاخر يقدم فيها المحاضر محتوي عظيما جدا ويركز فيه على اهدائنا كل ما يستطيع تقديمه من معرفة في خلالل 45 دقيقة يلقيها علينا فيجذب بها اسماعنا وكامل انتباهنا.

اما عن فريق العمل التطوعي فقد كان الامر افضل بكثير كمجتمع حيث كان هناك اهتمام بالاخلاقيات العامة من كل الافراد .. طبعا توجد بعض المشكلات التي تواجهنا في اي مجتمع ننتمي اليه ولكن لم يكن هناك الكثير الذي يشعرني بالسوء فقد كان الجيد اكثر بكثير من السئ -كان السئ يتمثل في بعض الوقت في صفة الكسل- ولكن كما قلت ف الجيد كان اكثر بكثير فلا الاحظ السئ او لا اتذكر الكثر منه.

هل الامر سئ الى هذه الدرجة .. ما هذا العذاب ؟ لا ابدا هناك الكثير من الامور الجيدة التي تحدث بشكل يومي ولكنني اريتك فقط الجانب الاسوا من الصورة عن الجامعة ام الجانب الاخر فسيعجبك كثيرا بل قد تهمل كل ما قلته في الاعلي.
ربما اريك الجانب الاخر في المرة القادمة .. الي اللقاء.

سرقة في وضح النهار شارك بها القاضي والشهود

1


  • سيدي القاضي .. لقد ارتكب هذا الشخص فعلا شنيعا

  • اخبرني بقصتك - القاضي

  • بعد الكثير من السهر , التفكير والعمل الجاد قام هذا الرجل بسرقة مجهودي واعطي لنفسه الحق باعطاء منتجي مجانا للجميع ليستخدموه دون وجه حق.

    انا حقا لا ادري لم فعل هذا ! .. كيف اجني ثمار عملى ؟ وماذا عن وقتي الضائع ومالى الذي استثمرته في هذا المشروع ؟!

  • ولكن سيدي القاضي انا لم افعل شيئا - صوت صادر من قفص الاتهام
    سيدي القاضي ..  بداية الموضوع انني وجدت تطبيق ### معروضا على شكل CD يحتوي التطبيق على رفوف احد المحال فقمت بشرائه.
    وبعد ان جربت التطبيق اعجبني فقمت باخذ نسخة منه وارسالها الى اصدقائي فاعجبو بها كثيرا فقمت بعد ذلك بنشرها على مواقع  التواصل الاجتماعي ومنتديات الانترنت حتي يستفيد به الجميع.

  • هذا رائع  انا حقااحب هذا التطبيق ولكن ما علاقة هذا بموضوعنا - القاضي

  • سيدي بعد نشري للتطبيق بدا هذا الشخص يتهمني بالسرقة ..

  • حسنا الان فهمت .. ولكنك اخبرتني انك قمت بشراء ال CD فلم يتهمك بالسرقة ؟ ام انك لم تفعل ؟!

  • سيدي القاضي  لقد فعلت ذلك ثم ان هذا الشخص ليس مالك المحل الذي اشتريت منه بالاساس ولم اره من قبل في حياتي !


    --- بعد استدعاء مالك المحل
  • اهلا بك .. يقول هذا الرجل انه قام بشراء احد التطبيقات من متجرك 
    هل تتعرف عليه ؟

  • - نعم سيدي لقد قدم فعلا الى المحل الخاص بي وقد اشتري احد الاسطوانات المدمجة التي تحتوي على تطبيق ###.

  • ولكن اذا كان قد فعل ذلك فلم يتهمه هذا الشخص بالسرقة وما علاقته بالمحل الذي تمتلكه ؟

  • - انا اعرفه .. لقد طلب مني ان اقوم بعرض الاسطوانات المدمجة المحتوية على تطبيق ### عندي والتي اشتري منها هذا السيد.
    ولكن في الحقيقة انا اراه مستغلا ويطلب طلبا غريبا .. لماذا يعرض التطبيق على اسطوانته الخاصة بهذا السعر .. فسعر الاسطوانة المدمجة اقل من ربع سعر اسطوانته. كما ان اسطوانته لايمكن الاستفادة منها باي شكل كان غير استخدام التطبق اللتي تحتويه!
    وايضا اؤكد لك سيدي ان هذا الرجل قام بشراء الاسطوانة مني فعليا ولم يسرق شيئا.


  • يبدو لي انك تدعي على شخص برئ كذبا !! هل يمكنك تبرير ادعائك ؟

  • سيدي القاضي .. هو لم يسرق مني الاسطوانة وانما سرق التطبيق بعد ان قام بشراء الاسطوانة وتوزيعه على اصدقائه ومعارفه ونشره على الانترنت !
    اين هو حقي من كل نسخة تم تحميلها من الانترنت بعد تسريبه له !

  • دعني استوعب كلامك الان .. هل تقصد انك تريد ان يدفع لك مقابل التحميل من الانترنت ؟!! 
    -صوت ضحك في ارجاء القاعة-
    وهل تمتلك الانترنت الان ام ماذا ؟! لا يمكنك فرض سعر على شئ غير ملموس.
    في الحقيقة يجب عليك ان تحمد الله انه لا احد قد اشتكي عليك لاحتيالك ... فانت تقوم بنسخ التطبيق على اسطوانات عديدة وتقوم ببيعها باسعار مبالغ فيها.
    وكان عملية النسخ مرهقة الى هذا الحد ؟!

  • سيدي الم اقم بتصميم وبرمجة هذا التطبيق ؟ وقد عملت عليه كثيرا ومازال فكرتي فلم للجميع الحق في استخدام ما هو ملكي !

  • يمكنك طلب ثمن عملك من الشخص الذي طلب منك تنفيذه لا من عوام الناس !
    ارجو منك الان التوقف عن اهدار وقتي وقت الجميع فقد اهدرت ما يكفي منه حتي الان.


---------------------------------------

حسنا ربما لم تكن القصة واقعية بما فيه الكفاية ! ولكنها تحدث كل يوم خصوصا في مجتمعنا.
من منا لم يستخدم احد التطبيقات "المكركة" في حياته ؟ او من منا قد اخذ القرار بالتوقف عن استخدامها او قرر دفع ثمنها لهؤلاء الذين قامو ببنائها ؟
بل ان ما يزيد الطين بلة ان هناك من لايرغب بالاقتناع بحقهم!

لنقل انك لاتملك المال لشراء التطبيقات .. فلم لا تستخدم النسخة المجانية من التطبيق اذا توافرت ؟
او يمكنك ان تستخدم احد البدائل المجانية التي سمح من قامو ببرمجتها ان يتم ااستخدامها دون مقابل.
اذا لم تكن مضطرا فلم تشارك في هذه السرقة في ظل توافر البدائل ؟ هل لان النسخة المدفوعة افضل ؟ لم لا تدفع ثمنها اذا ليستمر منتجوها في تحسينها!

في النهاية .. استخدام تطبيق من المفترض انه مدفوع الثمن دون دفع ثمنه هو سرقة وان انكر البعض ذلك بادعاء انه "شئ غير ملموس او كيف نفرض المال على النسخ واللصق" او بادعاء انه قام بشراء النسخة التي قام بنسخها فيما بعد (قد يصدق البعض احيانا ان لهم الحق في توزيعها للاسف).

السرقة تبقي سرقة في النهاية !

الانتخاب الطبيعي للبشر في القرن الواحد والعشرين - وجهة نظر بحتة غير قائمة على اساس علمي

1


قد يبدو ان الانتخاب الطبيعي للبشر قد انتهي مع التقدم الرهيب الذي يشهده العالم حاليا.
حيث لم يعد بقاء الانسان رهنا بقدرته على التكيف مع البيئة .. بل اصبح قادرا على مواجهتها بل وتكييفها لمصلحته الشخصية.
وبذلك اصبح بقاء الانسان - بشكل جزئي - يرتبط برغبته في البقاء لا بامكاناته الجسمانية او المادية.
اما الضعف الحقيقي الذي يواجهه بنو البشر فهو ضعف الذات.
واما عن هذا الضعف فقد عززه العالم المادي الذي نعيشه الان .. كما يعززه الانعزال الشديد والانشغال الدائم عن التواصل والاجتماعيات بين الافراد.
وقد ادي هذا الضعف النفسي الى شذوذ في السلوك البشري فعلى عكس ما نعهده من اي كائن حي وهو سعيه لبقائه بكل السبل اصبح الفناء اختيارا لبعض البشر.
واعتقد ان الطبيعة في زمننا هذا ستقوم بانتخاب البشر طبيعيا من هذه الناحية .. فاما من هو غير مؤهل نفسيا لمواجهة الحياة فلامكان له فيها .. حسنا انا لست قاسيا ولكن هذا ما يحدث فعلا وبشكل يومي.

لا تجعلني اقلق من فضلك .. لا تجعل الموضوع اكبر مما هو عليه !

يجب عليك ان تقلق عزيزي ..في الحقيقة انا كذلك , فقد اصبحت اشعر ان الناس من حولى صارت نفسياتهم هشة ضعيفة يستطيع موقف عابر ان يحطمها اما الفئة التي اتحدث عنها فهم طلاب الجامعة والشباب واما السبب في ذلك فهو غالبا شعور الجميع بالانعزال والوحدة.
انا لا ابالغ في حديثي .. فان الامر اكثر من ملحوظ بل ان هذا الشعور تسلل الي لفترة من الوقت.
ربما يكون السبب في  هذا الشعور هو الضغط الذي يتعرض له الطلاب الجامعيين والانشغال الدائم .. ولكن المصيبة الاعظم لا تبدا هنا بل تبدا عند عدم الاقتناع بان تلك الافكار السلبية والرغبات الانتحارية قد تكون امراض نفسية تحتاج الى علاج.

وبعد الحديث مع عدد كبير من زملائي والذين كتبو بشكل صريح لمرة على الاقل ان لديهم رغبة بالموت بطريقة ما على احد مواقع التواصل الاجتماعي كانت مشاكل الجميع متمحورة حول انهم يشعرون الا احد يفهمهم .. يشعرون انهم لاشئ .. يشعرون انهم مهملون ولا احد يحبهم وذلك بالرغم من ان هذا كله خاطئ فغالبا هناك الكثير ممن يهتمون بامرهم ويحاولون فهمهم واستيعاب مشاعرهم كما انهم محاطون باصدقائهم المحبون لهم حقا!
وقد اضاف البعض انهم يشعرون بالالم والضيق بشكل دائم حتي بدون سبب!

وعندما سالت احدهم .. لماذا لا تقوم بزيارة طبيب نفسي ؟ كان الرد صادما , فقد سالني بم سيفيده ذلك فهو ليس مجنونا!
وقد تحولت تعبيرات وجهه تماما وبدا بالاهتمام بما اقوله عندما اخبرته ان تلك المشاعر السلبية التي تراوده بشكل دائما بسبب او بدون سبب قد تكون مجرد مرض نفسي سهل العلاج ولكن عليه فقط زيارة الطبيب وربما يعطيه بعض الادوية ويخبره بما يجب عليه فعله ليتحسن ويبرا من هذا المرض , وان الطبيب النفسي لا يزوره المجنون فقط بل انه يجب ان يزوره الواحد منا من فترة لاخري ليطمئن على صحته النفسية كما يزور غيره من الاطباء ليطمئن على صحة جسده.
لم يكن صديقي مقتنعا بما قلته فقد جعلني اقسم اكثر من مرة ليصدقني .. وقد تكرر نفس الموقف مع اكثر من شخص.

ربما اكون قد بالغت قليلا في مقدمة حديثي لك وفي العنوان (على الرغم انني قلت سابقا انني لم ابالغ) ولكن انا اعرف انك ستتفهم ذلك .. مهلا ربما لم ابالغ حقا!

ولكن المهم الان بالنسبة لي هو انك عزيزي يجب ان تعلم ان الامراض النفسية ليست مزحة وليست (دلعا) ويجب على المبتلى بها ان يزور الطبيب ويسعي الى علاجها ومن واجبك ان تقف بجانبه وتدعمه كما يجب عليك توعيته بخطورتها وضرورة ذهابه للطبيب حتي لا يتطور الامر ويصل يوما ما الى فراق ذلك الصديق الي الابد او الى تحوله لشخص اخر غير سوي ومختلف تماما عما تعرفه !

اتمني ان كان لديك تعقيب على حديثي هذا ان يصلني راايك.
واخيرا .. دمت سعيدا و بصحة جيدة ❤️